صعود الأندية السعودية- إنجازات الأهلي والهلال تهزّ العالم

المؤلف: ماجد الفهمي09.01.2025
صعود الأندية السعودية- إنجازات الأهلي والهلال تهزّ العالم

* مع استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على حصة 75% في الأندية الجماهيرية، انطلقت حقبة جديدة وواعدة في عالم الرياضة السعودية، وذلك بفضل الرؤية الطموحة لسيدي محمد بن سلمان. هذا المشروع الرياضي الطموح، الذي يقوده ولي العهد، يجب أن يثمر عن نتائج ملموسة ومبهرة على الساحة الرياضية الدولية.

* قبل تأسيس صندوق الاستثمارات، كنت أرى أن الدوري السعودي يحتل مكانة مرموقة ضمن أقوى 10 دوريات على مستوى العالم. ولكن، بعد الدعم اللامحدود الذي بذله الصندوق، تعززت مكانته ليصبح ضمن نخبة أقوى 5 دوريات في العالم. هذا التقدم الهائل يعكس حجم الاستثمار والاهتمام الذي تحظى به الرياضة السعودية.

* يهدف صندوق الاستثمارات إلى تحقيق عوائد استثمارية ملموسة، ورغم الدعم المالي الكبير الذي قدمه للأندية الأربعة الكبرى، والذي تفاوت بينها، حيث كان النصر والهلال هما الأكثر حظاً بالدعم، يليهما الاتحاد، ثم الأهلي في المرتبة الأخيرة. ومع ذلك، شهدنا خروج الأندية الثلاثة الأكثر دعماً من دوري أبطال آسيا في الموسم قبل الماضي، ولم يتمكن أي منها من الوصول إلى المباراة النهائية. هذا الأمر يثير التساؤلات حول كيفية استثمار هذا الدعم لتحقيق النتائج المرجوة.

* ولكن، بعد الكثير من الانتظار والترقب، جاء رد ممثل الأندية الأقل دعماً، الذي يحلو للبعض تسميته بـ "العائد من يلو"، ليتربع على عرش القارة الآسيوية ويتوج بلقبها في نسختها النخبوية والأكثر تنافسية. بذلك، يكون هذا النادي هو أول من قدم إنجازاً كبيراً على المستوى القاري، مما أهله للمشاركة في بطولة القارات المرموقة، وكذلك بطولة كأس العالم للأندية 2029. هذا الإنجاز يمثل مفخرة للرياضة السعودية ويؤكد على الإمكانيات الكامنة في أنديتنا.

* وتوالت النجاحات، حيث قدم ممثل الأندية السعودية في كأس العالم، نادي الهلال، أداءً تاريخياً ومبهراً لم يشهد فيه أي هزيمة حتى الآن. لقد تمكن الهلال من كسر سلسلة انتصارات ريال مدريد في كأس العالم، وتعادل معه، ثم تعادل مع نادي سالزبورغ النمساوي المطور والمدعوم من ريد بول، قبل أن يحقق فوزاً مستحقاً على باتشوكا المكسيكي، ويتأهل بجدارة إلى الدور نصف النهائي. هذا الأداء المشرف يعكس التطور الكبير الذي تشهده الكرة السعودية.

* ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فبعد الإنجاز التاريخي بالتأهل، تحقق الإعجاز الذي فاق كل التوقعات. لم يكن أحد، حتى أكثر المتفائلين، يتوقع فوز الهلال على فريق مانشستر سيتي الإنجليزي، الذي يقوده المدرب الأسطوري بيب غوارديولا، والذي هيمن على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في معظم السنوات العشر الأخيرة. هذا الفوز يمثل صدمة مدوية في عالم كرة القدم.

* بينما كنت أتابع المباراة وأحداثها المثيرة، تملكني شعور بالفخر والاعتزاز بأن اسم وطني سيزداد تألقاً ورفعة. لقد استمتعت في فجر ذلك الثلاثاء بمتعة كروية لا تضاهيها متعة. لقد تلقى العالم أجمع صدمة من العيار الثقيل، حيث تمكن نادٍ سعودي من تحقيق فوز تاريخي على أحد أفضل أندية العالم، بل وحامل لقب دوري أبطال أوروبا، في مسابقة رسمية. هذا الإنجاز سيخلد في سجلات التاريخ.

* الآن، يجب علينا أن نتخلص من التعصب الأعمى للأندية وأن نضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. المشروع الرياضي السعودي هو مشروع وطني ضخم، وعلينا أن ندعم كل إنجاز يتحقق طالما يخدم هذا المشروع الوطني الشامل. في الماضي، كان من الممكن أن ننحاز لميولنا الشخصية، خاصة وأن بعض المسؤولين الرياضيين كانوا ينتهجون هذا النهج. ولكن، الأمور تتغير الآن، ونحن نؤيد هذا التغيير ونسعى إلى دعمه بكل ما أوتينا من قوة.

* لقد أحزنني كثيراً ما شاهدته من ردود فعل سلبية من البعض، والتي قللت من شأن إنجازات الأهلي والهلال، وقدمت حججاً واهية لا ترتقي إلى مستوى الإنجازات المحققة. البعض يرى أن مجرد التأهل ليس إنجازاً، ولكنني أقول لهم إن التأهل إلى كأس العالم هو إنجاز عظيم لمن يفهم قيمة هذه البطولة ومكانتها.

* وضحكت كثيراً عندما قرأت في منصة X تعليقات من البعض يصفون مباراة الهلال ومانشستر سيتي بأنها فيلم أو مسرحية وما شابه ذلك. الحقيقة أن هذه التعليقات تكشف عن ضعف أصحابها وعجزهم عن تقدير الإنجازات الحقيقية.

فاصلة منقوطة ؛

* في فن المنافسة، لدينا مقولة شهيرة في الحجاز: "إذا ناطحت ناطح جمل لا تناطح نعجة"، في إشارة إلى أن الجمل يأكل ورأسه مرفوع حتى وإن كان أكله شوك السدر، ولا يقبل أن ينافس نعجة رأسها دائم على العشب. هذه المقولة تعكس أهمية المنافسة الشريفة والاعتراف بقوة المنافس.

* لذلك، عندما يكون منافسك قوياً وتعترف بذلك، فأنت بذلك تثبت قوتك أيضاً. أما إذا لم تعترف وتحججت بأعذار واهية، فأنت حتماً ضعيف. الاعتراف بالحق فضيلة، وتقبل الهزيمة بروح رياضية هو دليل على النضج والوعي.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة